الشخير، الأسباب والمضاعفات وكيفية العلاج
⚪ مقدمة عن المشكلة:
– الشخير مشكلة شائعة جدًا لدى معظم الناس، فلا يمكنك أن تجد شخصًا لا يعرف ماهيته أو لم يعاني منه -على الأقل- مرة واحدة في حياته.
– الشخير هو ذاك الصوت المزعج الذي يصدر من مجرى الهواء عن النوم، ويتصف بالصوت الأجش أو الغليظ.
– الشخير مشكلة قد تصاحب الشخص بشكل متقطع فلا تتسبب بأعراض أخرى أو مضاعفات خطيرة، وقد تكون -على الجانب الآخر- مشكلة مُعيقة للحياة، ولها مضاعفات خطيرة إذا صاحبته أعراض أخرى سنتحدث عنها في ذلك المقال.
⚪ هل الشخير مرض منفصل أم مجرد عرض لمشكلة أخرى؟
الشخير ليس مرضًا بذاته، لكنه عرضًا لمشكلة أخرى، قد تكون بسيطة أو خطيرة.
⚪ ما هى أسباب الشخير؟
– في الحالات الطبيعية، تكون العضلات التي تحيط بمجرى الهواء في البلعوم والفم منقبضة، مما يحافظ على فتح مجرى الهواء ومرور الهواء بشكل سليم إلى الرئتين.
– لكن عند تراخي تلك العضلات أثناء النوم، يقل حجم مجرى الهواء ويتقلص مما يقلل من تدفق الهواء إلى الرئتين، كما يتسبب مرور الهواء من خلال الأنسجة الرخوة ( نظرًا لتراخي العضلات التي تتحكم بها ) في اهتزازها مصدرةً صوت الضجيج الذي نتحدث عنه وهو الشخير.
– وليس هذا فقط هو السبب، لكن أي شيء قد يسبب انسدادًا في مجرى الهواء أثناء النوم قد يسبب الشخير.
لذا يمكننا أن نتعرف الآن على أسباب الشخير المشهورة والمتعارف عليها :
– انسداد مجرى الهواء في الأنف والبلعوم بشكل جزئي، كما يحدث في حالات الالتهابات والحساسية، وتراكم الدهون في أنسجة الحلق كما في حالات السمنة.
– بعض الحالات يحدث فيها ضعف لعضلات البلعوم مثل: التقدم في العمر، وتناول الكحوليات، أو بعض الأدوية المهدئة.
– تشوهات تشريحية في مجرى التنفس، مثل انحراف الحاجز الأنفي أو تضخم اللوزتين واللحمية.
⚪ هل قد يتسبب الشخير في مضاعفات خطيرة؟
– إذا كان الشخير هو العرض الرئيس والوحيد، وإذا كانت مشكلة متقطعة ولا تسبب أية أعراضًا أخرى ولا تؤثر على نمط الحياة فمن غير المحتمل أن يتسبب الشخير بمضاعفات خطيرة.
لكن في أحوال معينة يكون الشخير عرضًا لمشكلة أكبر وهي انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم OSA… في تلك الحالة ما يحدث هو توقف للنفس بشكل كامل لمدة لحظات قصيرة قبل رجوعه مرة أخرى، وفي تلك الحالة قد تتسبب بمضاعفات خطيرة تصل للسكتة الدماغية ومشاكل قلبية متعددة وارتفاع ضغط الدم …
ولكي تميز بين تلك الحالة وبين الشخير العادي، فهناك بعض الأعراض والعلامات عند وجودها تزداد احتمالية وجود مشكلة انقطاع النفس الانسدادي التي تُلزم استشارة طبيب متخصص، وهي:
– شخير قوي ومفاجئ أثناء النوم، يتكرر عدة مرات.
– توقف النفس عند النوم، ويلاحظ ذلك الشريك في السرير أو أحد أفراد الأسرة.
– الاستيقاظ المتكرر ليلًا.
– صداع شديد عن الاستيقاظ صباحًا.
– الشعور بالتعب والخمول الشديد أثناء اليوم والعمل.
– الشعور بجفاف الفم والحلق بمجرد الاستيقاظ.
⚪ ما هي الطرق المختلفة لعلاج الشخير؟
هناك عدة طرق لعلاج الشخير تتراوح بين مجرد تعديل نمط الحياة إلى الجراحة؛ اعتمادًا على الأسباب وشدة الأعراض.
▫تعديل السلوكيات الحياتية:
– فقدان الوزن في حالات السمنة.
– تجنب الكحول والمهدئات والتدخين.
– تغيير وضعية النوم لوضعية مريحة، مثل استخدام مرتبة أو وسادة مائلة، وتجنب النوم على الظهر.
▫العلاجات التحفظية:
– مزيلات الاحتقان.
– جهاز الضغط الإيجابي المستمر CPAP: حيث يتم وضع قناع على الأنف والفم أثناء النوم من أجل حماية مجرى الهواء من الانغلاق، وتوفير إمداد مستمر من الأكسجين للرئتين أثناء النوم.
– أجهزة الفم: قد تستخدم بعض أجهزة الفم الخاصة من أجل تعديل وضع الفك والفم أثناء النوم.
▫جراحات الشخير:
قد يثير لديك مصطلح “الجراحة” قلقًا مفاجئًا بعض الشيء، فقد تعتقد أن الشخير مجرد عرض بسيط لا يلزم الجراحة! لكنه بالفعل في بعض الأحيان قد تكون الجراحة هي الحل الأنسب والأفضل للسيطرة على الشخير، كما في حالات:
– انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم؛ لتجنب المضاعفات.
– تضخم اللوزتين أو اللحمية؛ فيلزم إزالتهما.
– فشل العلاجات الأخرى التحفظية.
– الشخير المزمن؛ الذي يؤثر على جودة الحياة مثل انزعاج شريك الحياة من تلك المشكلة المتكررة.
الخيارات الجراحية المتاحة هي:
– إزالة اللوزتين أو اللحمية.
– جراحات إصلاح تشوهات الحاجز الأنفي.
– جراحات تقويم موقع الفك العلوي أو السفلي.
– جراحات إزالة الأنسجة الرخوة الزائدة في البلعوم، ويمكن إجراؤها عن طريق الليزر أو التردد الحراري.
في النهاية، يعتبر الشخير مشكلة شائعة لا ينبغي أن تسبب ضررًا جسيمًا للفرد أو لشريك حياته، وفي حالات كثيرة يكون مجرد العلاج التحفظي هو الخيار الأكمل، لكن في حالات أخرى يصبح الشخير عدوًا مستمرًا للشخص مسببًا كثيرًا من الضجر والاضطرابات الحياتية والاجتماعية، لذا لا تتردد في استشارتنا لنساعدك في السيطرة على مشكلتك من أجل حياة أفضل لك وأكثر استقرارًا